عشاق السفر واستكشاف الثقافات: هل تساءلتم يومًا ما هي الأطباق التي يعشقها السكان المحليون حقًا في الوجهات العربية؟ انسوا قوائم الطعام السياحية! في هذه النشرة، ندخل المطابخ الشعبية والمقاهي الأصيلة لنكشف لكم عن التوصيات والنكهات التي يجب تجربتها. استعدوا للشعور بالجوع في كل محطة!

تعد الكبسة الطبق الأكثر شهرة وتمثيلاً للمملكة العربية السعودية، وقد تجاوزت شهرتها حدود المملكة لتصبح طبقاً رئيسياً مفضلاً على نطاق واسع في المنطقة العربية، وتعتمد الكبسة بشكل أساسي على الأرز طويل الحبة وتُضاف إليها أنواع مختلفة من اللحوم، غالباً الدجاج أو اللحم (الضأن أو الماعز)، حسب الرغبة. وهي ترمز للضيافة والكرم في المجتمع السعودي والخليجي، حيث تُقدم في المناسبات الكبرى والاجتماعات العائلية.
تتطلب هذه الوجبة عناية خاصة في التقديم، حيث يوضع الأرز المتبل بعناية ويُغطى باللحم المحمر. ولإضفاء الطعم والنكهة المميزة، تُزين الكبسة عادةً بالمكسرات والزبيب (الكشمش). ولا يكتمل الطبق دون مكملاته الجانبية: صلصة الدقوس (التي قد تكون حارة أو حامضة) وسلطة الخيار واللبن (الزبادي).

المنسف لا يمثل مجرد وجبة، بل هو رمز ثقافي قد تم إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث الثقافي الحي. هل تعلم أن، المكون الذي يمنح المنسف هويته ونكهته الفريدة هو الجميد، وهو عبارة عن لبن (حليب) ماعز أو ضأن مُجفف ومُخمر يتم تشكيله على هيئة كرات.
يتم نقع الجميد في الماء لفترة طويلة، ثم يُحول إلى سائل كثيف يطهى فيه اللحم (عادةً لحم الضأن)، ويقدم فوق طبقة من الأرز المتبل، والذي يوضع بدوره فوق خبز الشراك أو الرقاقة (عجينة رقيقة تُضاف إليها الجميد والسمن البلدي).

يعد المسخن الطبق الوطني لفلسطين، ويشتهر المسخن في القرى الجبلية التي تتقن صنع خبز الطابون الخاص به. تتركز المكونات الأساسية للمسخن حول الدجاج، البصل المفروم، زيت الزيتون البكر (بكميات كبيرة)، والسماق، بالإضافة إلى خبز الطابون.
يتميز التحضير بأنه يركز على تتبيل البصل بكميات كبيرة من زيت الزيتون والملح، ثم إضافة السماق في المراحل النهائية للحفاظ على نكهته القوية والعطرية. يسقى خبز الطابون بزيت البصل ومرق الدجاج، ثم يغطى بطبقة من البصل والسماق ويحمص، ويوضع فوقه الدجاج المتبل والمشوي، ويزين باللوز والبقدونس.

الكشري هو الطبق الشعبي الأكثر شهرة في مصر، وهو طبق فريد من نوعه يمزج الكربوهيدرات والبقوليات بتناغم مع التوابل الحارة. كما أن المحشي (ورق العنب، الكوسة، الباذنجان) هو أيضاً من الأطباق التي تفضل بكثرة، خاصة في شهر رمضان.
يتكون الكشري من الأرز، المكرونة، العدس، والحمص. ويكتمل الطبق بالصلصات المميزة: صلصة الطماطم (المطبوخة) والدقة الحارة (المكونة من الثوم، الخل الأبيض، الكمون، وعصير الليمون). بالإضافة إلى ذلك، تُقدم الشطة الزيتية الحارة والمركزة جداً.

المجبوس هو التسمية المحلية لأشهر طبق أرز في الإمارات والكويت، وهو جزء من عائلة "الكبسة الخليجية" الواسعة. يتكون المجبوس من الأرز واللحم (أو الدجاج أو السمك) والبهارات والبصل، لكنه يتميز بشكل خاص باستخدام اللومي (الليمون اليابس الأسود) الذي يمنحه نكهة حمضية مميزة.
على الرغم من أن المجبوس يتشارك أساسيات الكبسة السعودية، فإن تركيزه على اللومي يعكس الانفتاح على التجارة البحرية، حيث كان الليمون المجفف سلعة شائعة ومُستخدمة بكثرة في المطبخ الساحلي.

يعد الهريس من الأطباق الشعبية الإماراتية القديمة التي تعكس الكرم وتقدم في المناسبات الكبرى كوجبة رئيسية، بما في ذلك شهر رمضان. يتكون الهريس من القمح المسلوق أو المجروش أو المطحون خشناً، ويهرس حتى يصبح شبيهاً بالعصيدة، ويطهى مع اللحم والسمن. تتطلب عملية طهيه وقتاً وجهداً طويلاً، مما يشير إلى أنه مخصص للاحتفالات الكبرى وليس وجبة يومية سريعة.

في اليمن، لا ترتبط الهوية الغذائية فقط بالكبسة اليمنية الحارة ، بل تمثل السلتة والفحسة الأطباق الأكثر رمزية، والتي تشير إلى تقاليد التقديم في الأواني الحجرية الساخنة. فالسلتة هي يخنة من الخضار واللحم والحلبة، تقدم ساخنة في قدر حجري. أما الفحسة فهي نسخة أكثر تركيزاً من السلتة، وتصنع غالباً من لحم العجل، وتقدم بنفس الطريقة في الأواني الحجرية الساخنة، ويقدم الطبق عادةً بجانب الخبز أو السلطة.

يعد السمك المسكوف الطبق الوطني والرئيسي في العراق، وهو طبق سمك مشوي يحظى بشهرة واسعة. وعلى الرغم من أن الطلب كان على طبق "بحري"، فإن اختيار المسكوف يؤكد أن الهوية المائية للعراق تشكلت حول نهري دجلة والفرات.
هنا، المكونات الأساسية هي سمكة كبيرة (غالباً سمك الشبوط أو البني). تنقع السمكة في تتبيلة تحتوي على الخل، الكاري، زيت الزيتون، الملح، والثوم. يتميز تحضير المسكوف بكونه طقساً فريداً، حيث تشوى السمكة ببطء حول النار (وليس فوقها مباشرة) لضمان النضج المثالي وتغلغل النكهات.

ترتبط قطر ارتباطاً وثيقاً بالبحر نظراً لجغرافيتها الساحلية، وعليه فإن مجبوس السمك هو التعبير البحري الأكثر تمثيلاً لهويتها الغذائية. يركز المطبخ في قطر على المأكولات البحرية، مع استخدام قاعدة المجبوس الخليجي التي تقدم مع الأسماك المحلية (مثل الهامور أو الكنعد) المتبلة بالبهارات واللومي. بالإضافة إلى المجبوس، تشتهر قطر بتقديم الحساء السميك المتبل بالهيل واللومي ، وأطباق مثل الهريس، التي تعبر عن الكرم في المناسبات الكبرى.

في البحرين، وعلى الرغم من أن السمك يعد مكوناً لا يتجزأ من المطبخ نظراً لوقوعها على الخليج العربي، فإن مجبوس الدجاج شائع جداً ويُعد جزءاً من المطبخ البحريني. يعمل المجبوس الخليجي كقاعدة مرنة يمكن تكييفها مع الموارد المتاحة. ففي حين أن الأسماك المحلية يتم تقديمها ضمن المجبوس، إلا أن مجبوس الدجاج يحظى بشهرة واسعة أيضاً كطبق رئيسي.

في سوريا، غالبًا ما يتجاوز تحضير الكباب مجرد تتبيل اللحم لتليينه. بل يهدف إلى التغلغل العميق للنكهة الداخلية. تشمل التتبيلات استخدام مكونات حامضية أو دهنية مثل اللبن (الزبادي)، أو معجون الطماطم، أو خل معين، مما يمنح اللحم مذاقًا أعمق وأكثر كثافة مقارنة بالتحضيرات الأبسط. وتقدم دائمًا مصحوبة بعناصر لا يمكن التفاوض عليها، أبرزها خليط البقدونس والبصل المتبل والخبز المتبل المشوي. هذه الملحقات مصممة لكسر حدة الدهون في اللحم المشوي وتعزيز النكهة.

على الرغم من أن الشيش طاووق طبق منتشر إقليميًا، إلا أنه غالبًا ما تعتمد التتبيلة اللبنانية بشكل كبير على الليمون والثوم، وأحيانًا القليل من معجون الفلفل الحار الخفيف، مما يخلق نكهة منعشة ولذيذة، ويقدم إلى جانب مجموعة واسعة جدًا من المقبلات (المزة الباردة والساخنة)

يعد الأتاي أو الشاي بالنعناع، المشروب الذي يمثل الهوية المغاربية بلا منازع، حيث يتجاوز دوره كونه مشروباً ليصبح طقساً مقدساً للضيافة والتواصل. عملية تحضير الشاي هي بحد ذاتها فن يتضمن تنظيف الشاي أولاً، ثم إضافته مع النعناع والسكر وصب الشاي من ارتفاع عالٍ لتهويته وتشكيل طبقة من الرغوة. ويقدم ساخناً مع البسكويت.
تعتبر حلاوة الطحينية، وخاصة تلك المرتبطة بمدينة كسلا، في السودان. تُصنع الحلاوة أساساً من الطحينة (المكونة من السمسم)، والسكر. وقد يُضاف إليها الفستق أو الشوكولاتة لتمييزها. يتطلب تحضيرها وقتاً طويلاً على نار هادئة (قد يصل إلى 25 دقيقة) مع التقليب المستمر حتى يثقل القوام. تحمل هذه الحلوى قيمة عاطفية عالية جداً، حيث ترتبط بأيام الطفولة الجميلة في السودان، مما يجعلها من الحلويات الرمزية التي تحمل قيمة عاطفية كبيرة لدى السودانيين.
تعد الحلوى العمانية التقليدية مع القهوة الرمز الأبرز للضيافة في سلطنة عُمان، وهي الحلوى الرسمية التي لا يمكن الاستغناء عنها في المناسبات الكبرى. تتكون الحلوى العمانية من النشا، والسكر الأحمر أو البني، وتضاف إليها توابل غالية وثمينة مثل الهيل، والزعفران، وماء الورد، والسمن البلدي. وتُقدم دائماً مع القهوة العمانية المتبلة بشكل خفيف بالهيل والزعفران.

يتمثل الركن الطهوي الأيقوني لتونس بلا منازع في الكسكسي التونسي. وقد تم تحديده صراحة باعتباره الطبق الرئيسي في البلاد. في سياق الكسكسي، لا تعد الهريسة مجرد بهار إضافي، بل هي الأساس الذي تبنى عليه النكهة. هي التي تمنح الكسكسي التونسي حرارته المميزة ولونه الأحمر الداكن، مما يفرقه عن تحضيرات الكسكسي في دول الجوار المغاربي.

يعلن الكسكسي الجزائري (المعروف باسم الطعام) الطبق الوطني الأول. إذ يميل التحضير الجزائري للسكسكي الجزائري إلى التركيز على المرق العميق الغني بالخضار يمتد هذا التنوع من النسخ الغنية والمالحة (لحم الضأن والخضروات) في مناطق الأطلس التلي، إلى التحضيرات الحلوة والمميزة المستخدمة في الاحتفالات والمناسبات الخاصة في المناطق الداخلية، مثل سكسو بالزبيب (مع الزبيب) الذي يمكن أن يقدم كحلوى.
البنية هي حلوى تقليدية موريتانية تعد من الأطباق المميزة التي تزين المائدة خاصة في شهر رمضان والأعياد والمناسبات الاجتماعية. وهي عبارة عن نوع من المعجنات الحلوة المقلية، تُحضّر في العادة من مكونات بسيطة تشمل الطحين (الفرينة)، السكر، واللبن أو الحليب، بالإضافة إلى بعض المنكهات.
تعجن المكونات لتشكل عجينة طرية، ثم تُقطع إلى دوائر أو أشكال صغيرة وتقلى في الزيت. بعد القلي، تغطى في بعض الوصفات بالشوكولاتة المذابة أو تزين بجوز الهند المبشور، مما يمنحها مذاقًا غنيًا ومظهرًا جذابًا.
تتكون البسيسة من شعير وقمح وبقوليات محمصة ومطحونة ومخلوطة بالتوابل. وظيفتها مزدوجة: فهي وجبة مغذية وسريعة التحضير (أساسية)، كما أنها حلوى احتفالية تخلط غالبًا بالزيت والسمن والعسل، لتقدم في المناسبات.
إذ ترتبط الأهمية التاريخية للبسيسة بكونها قابلة للحمل ولها مدة صلاحية طويلة، مما جعلها مؤونة رئيسية للمسافرين في الصحراء والمجموعات البدوية. علاوة على ذلك، فهي تلعب دورًا محوريًا في الاحتفالات الليبية المحددة، مثل الاحتفال بوصول الربيع أو تسمية المواليد الجدد.
هل أنت مستعد لتجربة هذه الأطباق على أرض الواقع؟ إذا كانت إجابتك نعم، فخطوتك التالية تبدأ معنا. فبعد أن تعرفت على أشهى الأطباق التي تنتظرك، حان الوقت لحجز تذكرتك! اكتشف أفضل عروض الطيران والفنادق لوجهتك القادمة على Wingie، واحجز رحلتك بكل سهولة وأمان.