حين يلتقي زبد البحر بزهو الرمال، وتتمازج زرقة السماء بزرقة الماء، يولد مكان لا يشبه غيره. إنه شاطئ أم الرخم، قطعة من الجمال المتواري على خريطة الساحل الشمالي، وأيقونة الهدوء التي تنبض بعبق التاريخ وهمس الطبيعة. هنا، لا تكتفي العين بالمشهد، بل تتورط الروح في تفاصيله: صخور تشهد على زمن بعيد، وموج يتلو ترانيم أبدية، ونسيم يحمل في طياته أسرار الأسلاف.
في هذا المقال، نأخذك في رحلة إلى حيث يمتد الحنين على الرمال، وتبوح الأرض بأغانيها الخفية. اكتشف معنا لماذا لا يُعد شاطئ أم الرخم مجرد مزار صيفي، بل ذاكرة نابضة، ولوحة منسوجة بخيوط الطبيعة والتاريخ والسكينة.
يشتهر شاطئ أم الرخم بمياههُ الكريستالية الشفافة التي تكشف عن قاع البحر المكسو بـالرمال البيضاء الناعمة، في مشهد يبدو وكأنه لوحة مرسومة بعناية، وتضفي الكهوف الصخرية المحيطة والأصداف البحرية التي تحركها الأمواج بلطف، لمسة من السحر على المكان، فتشعر أن الطبيعة هنا تنسج لك تجربة لا تُنسى.
ومن أبرز معالم الشاطئ، جزيرة أم الرخم القريبة من الساحل، والتي تُعد مأوى لِعشرات أنواع الطيور التي تتوافد عليها من كل حدب، مما يمنح المكان حيوية نادرة وأجواء خلابة، خاصة عند شروق الشمس أو أثناء لحظات الغروب الذهبية.
يُعد شاطئ أم الرخم من الشواطئ الآمنة والمناسبة تمامًا للسياحة وممارسة مُختلف الأنشطة البحرية على مدار العام، وذلك بفضل الإجراءات المستمرة التي تضمن سلامة الزوّار وراحتهم.
يتواجد فريق من الغطّاسين والمنقذين المحترفين لمراقبة حركة البحر والتدخل السريع في حال وقوع أي طارئ. وفي حال رُصدت مؤشرات على اضطراب الأمواج أو تغيّر مفاجئ في حالة البحر، يتم فورًا تحذير الزوار ومنع التعمق في المياه كإجراء وقائي، لضمان أعلى مستويات السلامة لجميع مرتادي الشاطئ.
أوقات زيارة شاطئ أم الرخم: بإمكانك زيارة الشاطئ يوميًا على مدار 24 ساعة.
يقع شاطئ أم الرخم جنوب هضبة عجيبة الشهيرة، ويُطل مباشرة على قرية زاوية أم الرخم، التي اشتُق منها اسمه. فقد أُطلق عليه هذا الاسم نسبةً إلى القرية الواقعة قبالته، والتي تُعد واحدة من أقدم المناطق المأهولة في تلك البقعة من الساحل الشمالي الغربي لمصر.
تُشير ملامح التاريخ المصري إلى أن استكشاف هذه المنطقة يعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني، الذي كان له حضور بارز في هذه الأنحاء. فقد شيّد هناك قلعة حجرية وجدارًا دفاعيًا ضخمًا كان الهدف منه تأمين الحدود الشمالية الغربية لمصر، وحماية أطرافها من الغزوات.
إلا أن التغيرات البيئية والتقلبات الجغرافية التي طرأت على السواحل بمرور الزمن أدت إلى اندثار القلعة وانهيار جزء كبير من الجدار الحجري، وقد أُعيد اكتشاف الشاطئ في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ليبدأ في لفت أنظار الزوّار والمستكشفين.
وبحلول أوائل الألفية، أصبح أحد أشهر الشواطئ المصرية، واكتسب شهرة واسعة بين رواد مرسى مطروح، الذين أطلقوا عليه لقب مالديف مصر لما يتمتع به من مياه فيروزية نقية ورمال بيضاء هادئة، تأسر القلب قبل العين.
يُعد الشاطئ مثاليًا للسباحة، خاصةً أنه يتميّز بمياهه الهادئة والأعماق المتدرجة التي تُناسب الكبار والأطفال.
يُمكنك اصطحاب العائلة والاستمتاع بجلسة هادئة تحت الشمسية مع نسيم البحر، وسط أجواء من الخصوصية والهدوء.
توجد كهوف صخرية رائعة على أطراف الشاطئ يمكن التجول حولها وتصويرها، بالإضافة إلى جمع الأصداف البحرية المنتشرة على الرمال.
في بعض المواسم، يتوفر تأجير قوارب تجديف أو بدالات بحرية، للاستمتاع برحلة قصيرة داخل البحر في أمان تام.
يُمكن الاقتراب من جزيرة أم الرَّخَّم القريبة من الشاطئ، حيثُ تتجمع أنواع مختلفة من الطيور، مما يجعلها فرصة لِمحبي التصوير الطبيعي وهواة مراقبة الطيور.
يتمتع الشاطئ بجمال طبيعي مُدهش، مثالي لالتقاط صور للغروب، والكهوف، والأمواج، والرمال البيضاء الناعمة.
توجد كافيتيريا ومطعم يقدّمان مأكولات بحرية طازجة ومشروبات مُنعشة بأسعار مُناسبة، وهو نشاط بحد ذاته لِمحبي الطعام.
لحظة الغروب في أم الرَّخَّم واحدة من أكثر اللحظات شاعرية، حيثُ تنعكس أشعة الشمس على صفحة الماء الصافية في مشهد لا يُنسى.
للباحثين عن الصفاء الذهني، فهدوء المكان ونقاء الهواء يجعلانه مثاليًا لممارسة التأمل أو جلسات اليوغا على الشاطئ.
يُمكن ممارسة الألعاب البسيطة مثل: الكرة الطائرة الشاطئية، أو بناء قلاع من الرمال للأطفال.
في يومنا هذا، لم يعد شاطئ أم الرخم مجرد وجهة محلية، بل بات يحظى بشهرة عالمية، وقد صُنف ضمن أفضل 50 شاطئًا على مستوى العالم، بفضل ما يتمتع به من طبيعة استثنائية تأسر القلوب.
لا يعود تصنيفه فقط إلى جمال طبيعته الأخّاذة، بل إلى تكامل مقوماته البيئية والخدمية والإنسانية. يتمتع الشاطئ بمياه صافية فيروزية، ورمال بيضاء ناعمة، وتضاريس طبيعية متنوعة تشمل الكهوف الصخرية والخلجان، فضلًا عن الهدوء العام وصفاء الأجواء.
لكن ما يمُيزه فعليًا هو تفاعل العنصر البشري المحلي مع هذه المقومات الطبيعية، وتحديدًا سكان قرية زاوية أم الرخم التي يستمد الشاطئ اسمه منها.
يُعد شاطئ أم الرخم من الوجهات البحرية ذات الأسعار المناسبة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للعائلات والمصيفين الباحثين عن الراحة بتكلفة معقولة.
إلى جانب انخفاض رسوم الدخول، تتميز الوحدات السكنية المصيفية في المنطقة بأسعارها الاقتصادية:
يقع شاطئ أم الرخم على بُعد حوالي 20 كيلومترًا غرب مدينة مرسى مطروح، بجوار شاطئ عجيبة الشهير، مما يجعله قريبًا من معالم مطروح المعروفة.
يُمكنك الوصول إليه بسهولة من خلال وسائل النقل العامة:
موقع شاطئ أم الرخم على الخرائط
يتوفر على الشاطئ مطعم وكافيتيريا يقدّمان أشهى المأكولات البحرية والمشروبات الباردة بأسعار مُناسبة، ما يتيح للزوار الاستمتاع بوجبة لذيذة وسط أجواء طبيعية مريحة.
يتواجد على الشاطئ فريق إنقاذ مُتخصص يعمل على مراقبة حالة البحر، وتنبيه الزوّار في حال ارتفاع الأمواج، لضمان تجربة آمنة لجميع المصطافين.
يضم الشاطئ دورات مياه نظيفة، وأماكن مُخصصة لتغيير الملابس، بالإضافة إلى مُصلى للرجال وآخر للنساء، مما يُوفّر راحة وسهولة خلال اليوم الكامل على الشاطئ.
تم تخصيص مساحة آمنة ومؤمّنة لركن السيارات بالقرب من الشاطئ، مما يُساهم في تنظيم حركة الزوار ومنع التكدّس أمام المداخل.
يُعد شاطئ أم الرَّخَّم خيارًا مثاليًا للعائلات، خاصةً تلك التي تُرافق أطفالًا أو أفرادًا لا يجيدون السباحة، إذ يتميز بوقوعه داخل خليج طبيعي يوفر مياهًا ضحلة، وأعماقًا متدرجة، إلى جانب أمواج هادئة وآمنة.
في الختام، إن كنت تبحث عن وجهة صيفية تجمع بين الهدوء، والجمال الطبيعي، والأسعار المعقولة، فلا تتردد في زيارة شاطئ أم الرَّخَّم. سواء كنت ترغب في قضاء وقت عائلي هادئ، أو استكشاف الطبيعة البكر، أو مجرد الاسترخاء تحت أشعة الشمس، فإن أم الرَّخَّم هو المكان الذي يُلبي كل توقعاتك.
لا تُفوّت الفرصة هذا الصيف، واجعل من شاطئ أم الرخم وجهتك القادمة للاستجمام والراحة. نوصيك بحجز تذكرة طيران مرسى مطروح عبر موقعنا الإلكتروني Wingie والاستفادة من الأسعار المُميزة والتنافسية.